أكد الباحث السنغالي، بكاري سامبي، أن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام البرلمان “يندرج ضمن منطق تعزيز المكتسبات العديدة التي حققها المغرب في عهد جلالته”.
وأبرز المحلل والخبير السنغالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن خطاب جلالة الملك “يجسد أيضا واقعية الدبلوماسية المغربية التي تعرف كيف تعتمد على ثوابتها، دون إغفال تقلبات الظرفية الجيوسياسية والدولية”.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أنه علاوة على كون هذا الخطاب التاريخي يشكل تذكيرا بـ “منطق القانون”، فإنه يعد دعوة لعدم “إنكار حقائق تاريخية” موجهة إلى فاعلين معزولين عن حقيقة السياق الجيوسياسي الإفريقي، الذي يحتاج إلى مزيد من الاستقرار وليس إلى اضطرابات إضافية، خاصة في وقت يتطلب منا العمل على تضافر الجهود البناءة مثل المبادرة الأطلسية.
وتوقف السيد سامبي، وهو أيضا المدير الإقليمي لمركز التفكير “معهد تمبكتو”، الذي يوجد مقره بدكار، عند دعوة جلالة الملك إلى مواصلة العمل للإقناع “بشرعية مغربية الصحراء بالاستناد إلى الكم الكبير من الأدلة والحجج القانونية والسياسية والتاريخية والروحية” التي تؤكد ذلك، مبرزا أن دعوة جلالته نابعة من قناعة راسخة بأن “دعم سيادة المغرب على صحرائه، والذي عبرت عنه أغلب الدول في إفريقيا وغيرها، يشكل في حد ذاته عاملا مهما لاستقرار المنطقة”.
وأضاف المحلل السياسي السنغالي أن “هذا الموقف يتماشى تماما مع ثوابت دبلوماسية بلد كالمغرب، باعتباره مصدرا للأمن والاستقرار الإقليميين”.
وتابع الأستاذ الباحث بجامعة غاستون بيرجي بسان لويس (شمال السنغال) أنه من خلال تذكير صاحب الجلالة بحقيقة مهمة في خطابه، وهي دعم فرنسا لمغربية الصحراء، فإن جلالته “يبرز أنه حتى أكثر المشككين سيصطفون في آخر المطاف إلى جانب عدالة هذه القضية التي أصبحت ذات بعد إفريقي ودولي”.
وذكّر السيد سامبي بأن أحد أهم الدروس المستفادة من هذا الخطاب الملكي “هو وجود ارتباط وثيق بين الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء والاستقرار الإقليمي”، مبرزا في هذا السياق أنه “ينبغي على الدول الإفريقية اغتنام هذا الأفق الذي فتحه الخطاب الملكي من أجل مزيد من التعبئة في خدمة قضية إفريقية ترتبط بشكل جوهري بالاستقرار وبناء الوحدة الإفريقية”.
و.م.ع