تشكل تعاونية “قدوة” التي تنشط في مجال الحرف التقليدية والنسيج بمراكش نموذجا ناجحا للالتزام الراسخ للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل التمكين الاقتصادي للنساء.
ومكنت هذه البنية، المحدثة سنة 2016 وتضم في عضويتها 15 امرأة، العاملات بها من تحسين وضعيتهن الاقتصادية من خلال إتاحة فرص الشغل لهن، وأيضا توفير إطار مواتي للتطوير الشخصي والمهني، مع العمل على صون المهارة التقليدية المحلية.
وتتميز تعاونية “قدوة”، المعروفة بخبرتها في مجال الطرز والخياطة، بإتقان لا مثيل له في التقنيات الحرفية المتوارثة عن الأجداد، لاسيما “الغرزة” كتقنية خياطة راقية تنتقل من جيل إلى جيل.
وإلى جانب الإبداعات التقليدية، تقترح التعاونية سلسلة متنوعة من المنتجات الحرفية، تضم لوحات مطرزة بأنماط فريدة، وكذا أغطية أصيلة للوسائد تجمع بين التقليد والاتقان.
وبفضل عزيمة ومثابرة أعضائها، استطاعت هذه البنية النسائية أن تفرض نفسها في الساحة الحرفية عبر المشاركة المنتظمة في العديد من المعارض، في خطوة سمحت لها بتوسيع شبكتها وتعزيز حضورها في السوق وجذب طلبيات هامة، ومن ثم المساهمة في توسيع أنشطتها خارج المدينة الحمراء.
وتواكب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هذه التعاونية من خلال برنامجها المتعلق ب”تحسين الدخل و الإدماج الاقتصادي للشباب”، حيث وضعت رهن إشارتها معدات حديثة، من ضمنها آلالات للخياطة وأخرى للطرز، والتجهيزات المكتبية، مما ساهم في تحسين إنتاجها وجودة إبداعاتها الحرفية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت مسيرة التعاونية، فاطمة لعروبي، أن الطرز التقليدي، بأنماطه الراقية، يحتل مكانة أساسية ضمن عمل الحرفيات اللواتي يشتغلن به منذ سنوات، ويحرصن أيضا على صون هذه المهارة العريقة.
وعبرت السيدة لعروبي، عن امتنانها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي وفرت التجهيزات الضرورية، خاصة الأثاث وآلات الخياطة، مما ساعد على تسهيل عمل الحرفيات وتحسين الإنتاج.
من جانبها، أبرزت الحرفية، حسنية رزوقي، الإنجازات المتعددة للتعاونية، التي تعكس موهبة ومهارة أعضائها، مسجلة أن كل قطعة تعكس العمل الدؤوب لعضوات التعاونية وعنايتهن البالغة بالتفاصيل، مما يساهم في تنوع الإنتاج.
وأضافت السيدة رزوقي أن تعاونية “قدوة” تنخرط، إلى جانب نشاطها الحرفي، في نقل المهارات عبر تكوين الأجيال الشابة في مهن النسيج والصناعة التقليدية، ضمانا لاستدامة هذا الموروث، مؤكدة على الدور الأساسي لهذه المهن في التمكين الاقتصادي للحرفيات وصون هذا الإرث الثقافي الثمين.
ويعكس التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتطوير هذه التعاونية النسائية ومبادرات أخرى مماثلة، الإرادة الأكيدة للنهوض بريادة الأعمال والنهوض بالاقتصاد المحلي، مع المحافظة على التراث الثقافي والحرفي الغني بكل جهات المملكة.
ومنذ إطلاقها سنة 2005، تحرص المبادرة، التي تضع تمكين النساء في صلب أولوياتها، على تعزيز ريادة الأعمال النسائية، مساهمة بذلك في تحسين الوضع السوسيو اقتصادي للنساء المغربيات.
و.م.ع