أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن الناشئة والأجيال الجديدة في حاجة ماسة للتعرف على تاريخ المغرب العريق بما يحمله من بطولات وملاحم وطنية، باعتباره رصيداً غنياً بالدروس والقيم التي يتعين استلهامها.
وقال الكثيري، في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير الأنظمة والدراسات التاريخية بالمندوبية، حميدة معروفي، خلال لقاء احتضنته جماعة إيموزار مرموشة الأربعاء بمناسبة الذكرى الـ70 لانطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بشمال المملكة، إن المندوبية أولت عناية خاصة لتوثيق وصيانة الذاكرة الوطنية عبر إصدارات تجاوزت 883 عملاً، من مؤلفات وندوات ودراسات أكاديمية وسير ذاتية، إضافة إلى 90 قصة موجهة للأطفال و45 عدداً من مجلة “الذاكرة الوطنية”.
وأشار المسؤول إلى أن هذه الجهود تُوجت بإصدار موسوعة ضخمة حول الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير في 31 مجلداً، منها سلسلة “معجم تراجم المقاومين” التي خصص أحد أجزائها لـ188 شخصية من إقليم بولمان، فضلاً عن توثيق ملايين الوثائق التاريخية من الأرشيفات الأجنبية. كما تم إصدار سلسلة “دفاتر الوثائق التاريخية” التي بلغت 13 عدداً، تناولت محطات بارزة من الكفاح الوطني.
وفي السياق ذاته، أبرز الكثيري أن شبكة فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير التي أحدثتها المندوبية عبر مختلف مناطق المملكة بلغت 106 فضاءات، منها ثلاثة بإقليم بولمان، مع اقتراب افتتاح الفضاء الرابع بجماعة بولمان، مبرزاً أنها تشكل منارات إشعاعية وثقافية لتعريف الأجيال بملاحم الكفاح الوطني.
واستحضر الكثيري الانطلاقة المظفرة لعمليات جيش التحرير في أكتوبر 1955 التي شكلت منعطفاً حاسماً في مسار الاستقلال، ومهدت لعودة جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى، وإعلان فجر الحرية يوم 18 نونبر من نفس السنة. كما نوّه بدور قبائل مرموشة في مقاومة الاحتلال خلال العقد الممتد بين 1916 و1926، مؤكداً أن أبناء المنطقة سجلوا صموداً بطولياً في وجه المستعمر.
من جانبه، اعتبر رئيس جماعة إيموزار مرموشة، عسو الملودي، أن إحياء هذه الذكرى يجسد الاعتزاز بتاريخ المنطقة الحافل بالمعارك والبطولات، ويعكس وفاء سكانها للوطن وثوابته الراسخة.
وتخلل اللقاء، الذي حضره عامل إقليم بولمان علال الباز، تكريم ستة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أبناء المنطقة، إلى جانب تخصيص إعانات مالية لفائدة عدد من المقاومين وذويهم.