يشكل معرض الفنون التشكيلية إحدى أبرز محطات الدورة الـ16 لمعرض الفرس بالجديدة، حيث استقطب اهتمام الزوار ومحبي الفن، مقدماً رؤية فنية مميزة تمزج بين عراقة الفروسية المغربية وجماليات الإبداع المعاصر.
ويقام المعرض هذه السنة تحت شعار “الفرسان والخيول.. نَفَس من الشرق المغربي”، ليسلط الضوء على الثراء الثقافي والفني للجهة الشرقية، من خلال أعمال تشكيلية تعكس التفاعل بين التراث والحداثة، وتبرز مكانة الحصان كرمز من رموز الهوية المغربية.
وتضمن المعرض مجموعة من الإبداعات الجديدة التي تُعرض لأول مرة، إلى جانب إعادة تقديم بعض الأعمال السابقة في إطار من الاستمرارية الفنية والذاكرة التشكيلية. كما خُصص ركن تفاعلي لفن الطباعة (السيريغرافيا)، أتاح للزوار خوض تجربة فنية مباشرة عبر ثلاث لوحات مستوحاة من عالم الفروسية.
وأكد رشيد الشرايبي، مندوب المعرض ومدير منشورات “مرسم”، أن الفضاء التشكيلي لهذه الدورة يقدم تنوعاً لافتاً في المدارس والأساليب داخل الفن المغربي، بمشاركة ما بين 15 و20 فناناً، يجتمعون حول موضوع واحد هو الحصان، رمز القوة والجمال في الثقافة المغربية. وأضاف أن المعرض لا يكتفي بتقديم صورة الفرس ككائن حي فحسب، بل يولي اهتماماً عميقاً بالبعد الثقافي والفني الذي يحيط به.
من جانبها، أوضحت الفنانة محاسن الأحرش أنها تشارك بـ11 لوحة تركز فيها على الجزء العلوي من الحصان، معتمدة ألواناً جريئة وغير تقليدية كالأزرق والبرتقالي والأخضر، في مقاربة رمزية تعبيرية. وأشارت إلى أن عروض “التبوريدة” التي شاهدتها لأول مرة خلال هذه الدورة ألهمتها لتجسيد هذا التراث الفني في أعمالها، واصفة التجربة بأنها “مصدر إبهار بصري وعاطفي”.
أما الفنان نبيل الدادسي، فأبرز أن المعرض يخصص حيزاً كبيراً لفن “الفانتازيا” بالجهة الشرقية، التي تتميز بتقاليدها الفروسية العريقة، مبرزاً أن لوحاته تسعى إلى ترجمة هذا الإرث من خلال ألوان نابضة بالحياة.
ويعد معرض الفرس بالجديدة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، موعداً سنوياً بارزاً يجمع بين الثقافة والفن والتراث، ويكرس مكانة المغرب كأرض للفروسية والإبداع، وفضاء مفتوح للتبادل والحوار بين الفنانين والمهتمين بعالم الخيل.