في تكريس جديد لحضورهم الثقافي على الساحة العربية والدولية، يشارك عدد من الكتاب والمبدعين المغاربة بأحدث إصداراتهم في معرض الرياض الدولي للكتاب، مسلطين الضوء على تنوع التجربة الأدبية والفكرية المغربية من خلال مجالات الرواية، الترجمة، والنقد السينمائي.
وفي مجال الرواية، يبرز العمل الجديد للكاتب محسن الوكيلي بعنوان “تقرير إلى أب مؤجل”، الذي يقدم قراءة متعددة المستويات تتناول موضوعات مثل الأسرة والقانون والهوية والقيم، ويطرح تجربة سردية تتعمق في مفاهيم القهر والاستغلال ومجابهة الحقيقة. ويعتبر الوكيلي أن المعرض يمثل فرصة ثمينة لملاقاة القراء المتعطشين للأدب واستكشاف أثر السرد المغربي في أوسع نطاق.
أما في مجال الترجمة، فيقدم الروائي والمترجم عيسى ناصري ترجمة رواية “جزيرة القارئات” للكاتب الفرنسي ميشيل بوسي، التي تحكي مغامرة خمس نساء يجدن في الكتابة وسيلة للنجاة والمواجهة. ويشير ناصري إلى أن هذه التجربة تقدم للقارئ العربي قراءة نقدية وجمالية تتيح استكشاف علاقة الأدب بالحياة والوجود والموت، وتعكس انفتاح المشهد الثقافي العربي على الإنتاج العالمي.
وفي الحقل النقدي والفني، يطل الباحث محمد شويكة بكتابه الجديد “السينما والعلوم الإنسانية: دراسات ونماذج تطبيقية في السينما المغربية”. ويقدم هذا الإصدار تحليلاً لمنهجيات السينما المغربية وعلاقتها بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، مسلطاً الضوء على نماذج فيلمية مغربية من زوايا متعددة.
ويرى بسام كردي، مدير المركز الثقافي للكتاب، أن مشاركة الكتاب المغاربة في المعرض تمثل جسراً ثقافياً بين المغرب والمملكة العربية السعودية، وتتيح التعريف بالإبداعات المغربية أمام القراء والمثقفين السعوديين، كما تساعد في استشراف توجهات القراءة في المنطقة.
ويعتبر معرض الرياض الدولي للكتاب من أبرز التظاهرات الثقافية في العالم العربي، إذ يشكل منصة رئيسية للنشر والتأليف والترجمة، ويستقطب مفكرين وأدباء وناشرين من مختلف الدول. وتستمر فعاليات الدورة الحالية حتى 11 أكتوبر، بمشاركة جمهورية أوزبكستان كضيف شرف، وتتضمن أكثر من 200 نشاط بين ندوات، أمسيات شعرية، ورش عمل، عروض مسرحية وموسيقية، فضلاً عن فضاءات للأطفال ومنصات لتوقيع الكتب، متوقعاً حضور عشرات الآلاف من الزوار والمهتمين بصناعة الكتاب والثقافة.