شهدت مدينة بوينس آيريس مساء الخميس العرض ما قبل الأول للشريط الوثائقي “خيول وبشر” (Chevaux et Humains) من إخراج إغناسيو سانشيز سوروندو، في تكريم لفن التبوريدة المغربي، ذلك المشهد العريق الذي يمزج بين الفن والشجاعة والهوية، ويحمل قروناً من الثقافة المغربية الأصيلة.
وسيعرض هذا الشريط، الذي أُنتج ضمن تعاون دولي مشترك، قريباً على قناتي “هيستوري تشانيل” و**”ناشيونال جيوغرافيك”**، مما يعزز حضور الثقافة الفروسية المغربية ضمن أبرز التقاليد الحية على المستوى العالمي.
ويندرج تسليط الضوء على التبوريدة ضمن سلسلة وثائقية زارت سبع دول، بينها الأرجنتين والبرازيل والمكسيك ومنغوليا والهند والمملكة العربية السعودية والمغرب، لاستكشاف الرابط الكوني بين الإنسان والخيل. وسط هذه الرحلة البانورامية، تحتل التبوريدة مكانة مركزية، مجسدة التوازن بين القوة والرحمة، وبين الذاكرة الجماعية والعاطفة الحية.
ويعرض الشريط التبوريدة ليس فقط كرمز للفخر الوطني، بل كتعبير عالمي عن الرابطة المقدسة بين الإنسان والحصان. ويبرز الجزء المخصص للمغرب، الذي تم تصويره خلال فعاليات أسبوع الفرس بالجديدة، مشهد “الفانتازيا”، حيث تؤدي فرق الفرسان “السربات” حركات متزامنة مع إطلاق النار من البنادق، في انسجام يدهش المشاهد.
يستعرض الفيلم التفاصيل الدقيقة لهذه الطقوس، بدءاً من التحضير للخيول، مروراً بالطلقة الأخيرة للبارود، والتوتر الصامت قبل السباق، وصولاً إلى الصلاة الجماعية وإيماءات الاحترام بين الفرسان والخيول.
وأشار المخرج إغناسيو سانشيز سوروندو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن الوثائقي يبرز جمال هذا الفن الفروسي المغربي عبر قنوات عالمية، ويعزز صونه والاعتراف به دولياً، كما يجذب إعجاب المشاهدين الأجانب بالتراث الثقافي المغربي الغني.
وأكد المخرج أن إنجاز الفيلم في المغرب كان ممكنًا بفضل تفاعل الشركة الملكية لتشجيع الفرس والمشاركين في أسبوع الفرس بالجديدة، إضافة إلى دعم السفارة المغربية في بوينس آيريس، التي كانت أول من فتح له الأبواب لعرض هذه الرحلة السينمائية عبر سبع دول.
وختم بالقول: “كل شيء بدأ في المغرب… بفضل التبوريدة أدركت أن الحصان ليس مجرد رفيق، بل هو رابط بين الأرض والذاكرة والهوية”. ويؤكد الوثائقي، من خلال ربط الثقافات حول رمز واحد هو الحصان، أن التراث الحي يربط الشعوب وراء الحدود، وأن إرث الفخر والشجاعة والجمال يستمر عبر الزمن.












