أعلنت أكاديمية المملكة المغربية ووكالة تنمية جهة الشرق عن صدور مؤلف جماعي باللغة الفرنسية بعنوان “من فكيك إلى تمبكتو: المغرب – مالي، تاريخ وتراث مشترك”، احتفاءً بالروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين المغرب ومالي، وبشكل أوسع بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء.
وذكر البلاغ المشترك أن الكتاب، من خلال مساهمات متعددة التخصصات تشمل التاريخ، الأنثروبولوجيا السياسية، العلاقات الدولية، والدراسات الصحراوية، يعيد رسم ملامح التبادلات الإنسانية والروحية والتجارية التي شكلت، على مدى قرون، فضاء حضارياً مشتركاً. فمن واحة فكيك في قلب الجهة الشرقية للمغرب، إلى تمبكتو الأسطورية على ضفاف نهر النيجر، يبرز الكتاب خريطة نابضة بالذاكرة المشتركة بين الشعبين.
كما يسلط المؤلف الضوء على طرق القوافل القديمة التي ربطت ضفتي الصحراء الكبرى، من سجلماسة إلى غاو، ومن تودني إلى جني، التي لم تنقل السلع فحسب مثل الذهب والملح والعاج، بل أيضًا الأفكار والمعارف والقيم. وقد جعلت هذه المسارات من تمبكتو، منذ القرن الثالث عشر، منارة للعلم والإشعاع الفكري بفضل مدارسها العريقة وجامعتها القرآنية الشهيرة “سنكوره”.
ويشير الكتاب إلى أن العلاقات بين المغرب ومالي، بل وبين المغرب والسودان الغربي عموماً، على الرغم من تقلبات التاريخ، ما تزال تمثل نموذجًا للاستمرارية والأخوة الإفريقية، مستندة إلى الجذور الروحية والثقافية للطريقتين الصوفيتين القادرية والتيجانية، إضافة إلى العمارة والحكايات وأساليب العيش المشتركة لشعوب الساحل.
وفي تقديمه للمؤلف، أكد عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، على البعد التاريخي والرمزي للعمل، مضيفًا أن ضفاف المغرب ومالي المشتركة تشكل ثروة تاريخية هامة يعكسها هذا الكتاب ببراعة.
من جانبه، شدد محمد المباركي، المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، على أن التحليلات التاريخية والسوسيولوجية والأنثروبولوجية الواردة في الكتاب تشير إلى أهمية إعادة الوصل بالتاريخ الصحراوي العريق لشعوب غرب إفريقيا، خصوصًا في ضوء السياقات الراهنة والآفاق المستقبلية.
ويخلص البلاغ إلى أن الكتاب يشكل دعوة لإعادة قراءة العلاقات الجيوسياسية في إفريقيا من منظور تفاعلي متبادل، حيث أصبح التعاون جنوب-جنوب رافعة للتنمية وتعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب.












