شهد رواق مؤسسة للا أسماء بالرباط، اليوم الأربعاء، توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، ومؤسسة “صوت الأطفال” التي تترأسها السيدة راشيل روتو، السيدة الأولى لجمهورية كينيا، وذلك في إطار شراكة طبية وإنسانية جديدة تعزز التعاون بين البلدين في مجال الإعاقة السمعية لدى الأطفال.
ويأتي هذا الاتفاق، وفق بلاغ لمؤسسة للا أسماء، منسجماً مع الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى تعاون جنوب–جنوب تضامني وشامل، يقوم على تبادل الخبرات وتقاسم الكفاءات في المجالات الإنسانية والتنموية.
وأوضح البلاغ أن المذكرة الجديدة تؤسس لـتحالف إنساني واستراتيجي يجمع بين الرؤية والعمل، مدعوماً بالتزام مشترك من الأميرة للا أسماء والسيدة راشيل روتو، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن الحق في السمع حق كوني لكل طفل، بغض النظر عن مكان ميلاده.
وخلال حفل التوقيع، رُفعت دعوات من طرف إمام وقس كينيين، تمحورت حول تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين المغرب وكينيا، وبناء علاقات إنسانية وتنموية مستدامة تعود بالنفع على الشعبين.
شراكة مهيكلة ومتوازنة
تنص المذكرة على التكفل بمئة طفل كيني يعانون من صمم حاد، من بينهم 70 طفلاً خضعوا لعمليات جراحية في نيروبي ضمن برنامج “متحدون، نسمع بشكل أفضل”، إلى جانب 30 طفلاً آخر سيتم استقبالهم في الرباط سنة 2026 للاستفادة من متابعة طبية وتربوية متخصصة.
وتتكفل مؤسسة للا أسماء بـتوفير قوقعات الأذن وتكوين الأطر الطبية وأخصائيي علاج النطق، فضلاً عن المواكبة الطبية عن بعد. أما مؤسسة “صوت الأطفال”، فتتولى اختيار المستفيدين ومواكبة أسرهم وإنشاء مركز للتتبع في نيروبي، مع التنسيق اللوجستي مع السلطات المحلية.
وتقوم هذه الشراكة على النموذج المغربي في مجال التكامل بين الرعاية الطبية والتربية والإدماج الاجتماعي، في إطار دينامية مستدامة للتعاون الإفريقي–الإفريقي ونقل الخبرات.
تحالف يستشرف المستقبل
وخلال الحفل، أشادت السيدة راشيل روتو، إلى جانب السيد كريم الصقلي، الرئيس المنتدب لمؤسسة للا أسماء، والسيدة آنا شيبتومو، وزيرة النوع والمرأة وخدمات الطفل الكينية، بالبعد الإنساني العميق لهذا المشروع، مؤكدين أن تظافر الخبرات الإفريقية يشكل رافعة أساسية لتقوية التضامن بين الشعوب من خلال مشاريع ملموسة وقابلة للقياس.
وأشار البلاغ إلى أن مذكرة التفاهم تأتي لتعزيز مبادرة «كينيا 2025»، وترسيخ التعاون بين البلدين في مجالي الصحة السمعية والإدماج التربوي، مجسدة طموحاً مشتركاً لتكوين جيل من الأطفال الأفارقة القادرين على السمع والتعبير والمشاركة الفاعلة في الحياة الاجتماعية.











