شكل دور القراءة في التطور الفكري والتربية على المواطنة للشباب محور مائدة مستديرة نظمت اليوم السبت بالدار البيضاء حول موضوع “القراءة في المدرسة”، وذلك في إطار اليوم الثاني من الدخول الأدبي 2025-2026.
وينظم هذا الحدث الثقافي، الذي أشرفت عليه المجموعة الإعلامية “لوماتان” بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس الجالية المغربية بالخارج، بمشاركة العديد من الكتاب والمدرسين والمهنيين في مجال الكتاب، لمناقشة سبل تحفيز التعلم والقراءة داخل المنظومة التربوية المغربية.
وأكد المتدخلون أن القراءة أصبحت رافعة أساسية للإبداع والانفتاح، حيث تمكّن الشباب من تطوير روحهم النقدية وتغذية خيالهم في عالم يشهد تطوراً متسارعاً. وشدد المشاركون على ضرورة جعل القراءة ركيزة أساسية للتربية والحياة الثقافية، عبر مبادرات قادرة على تقريب الكتاب من الأجيال الصاعدة.
وفي هذا السياق، أكدت الكاتبة لمياء برادة بركة لوكالة المغرب العربي للأنباء أن “القراءة هي تعلم التفكير والحلم وبناء الذات”، مشيرة إلى أنها توفر للشباب فضاءً للتأمل والحوار مع العالم، كما تشكل أداة للتطور الشخصي والاجتماعي. ودعت إلى المصالحة بين الكتاب والرقمنة، معتبرة أن الوسيطين يمكن أن يكونا مكملين في تحفيز فضول المتعلمين وتنمية إبداعهم.
من جهته، دعا الكاتب الصديق رباج إلى تعبئة جماعية حول القراءة، مشدداً على أنه “لا يكفي إبداء ملاحظات حول ضعف إقبال الشباب على الكتاب، بل يجب خلق الظروف المواتية لإعادة اكتشاف متعة القراءة”. وأوضح أن شبكات التواصل الاجتماعي يمكن أن تصبح أدوات فعالة للترويج للقراءة، من خلال تبادل النقد والتوصيات والنقاشات الأدبية التي من شأنها إيقاظ اهتمام الشباب.
وأكد المتدخلون أن القراءة تشكل رافعة للانفتاح والتحول، وتعزيز التربية على المواطنة والإبداع لدى الشباب، مما يستدعي تعاون المدرسة والأسرة ووسائل الإعلام لاستعادة مكانتها في الحياة اليومية للشباب.
وشمل برنامج اليوم الثاني من الدخول الأدبي 2025-2026 تنظيم ورشتين حول الآليات المعرفية المرتبطة بتعلم القراءة، أدارتهما ماجدة برابيج، البطلة الإفريقية في القراءة وتقنيات “mindmapping”، فيما أشرفت الكاتبة والمستشارة سلمى البقالي على ورشة للكتابة الإبداعية، موجهة لمساعدة المشاركين على كتابة القصة ورفع قدراتهم المعرفية.












