يحيي الشعب المغربي، يوم الخميس 2 أكتوبر 2025 الموافق لـ 9 ربيع الثاني 1447 هـ، الذكرى السابعة والعشرين لوفاة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه. وهي محطة سنوية يستحضر فيها المغاربة مسار قائد فذ طبع التاريخ الحديث للمملكة، وقادها نحو العصرنة مع الحفاظ على أصالتها وهويتها.
ويأتي تخليد هذه الذكرى في وقت تستعد فيه المملكة للاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، التي شكلت واحدة من أبرز إنجازات الحسن الثاني، وأبرزت عبقرية ملك نجح في تحقيق الوحدة الترابية للمغرب عبر مسيرة سلمية شهد العالم بفرادتها.
خلال 38 سنة من حكمه، تمكن الملك الراحل من بناء دولة المؤسسات وترسيخ مبادئ الحق والقانون، وإطلاق إصلاحات عميقة وأوراش كبرى أسهمت في تنمية اقتصادية واجتماعية جعلت من المغرب بلداً صاعداً وفاعلاً إقليمياً ودولياً. كما رسخ أسس الديمقراطية وعزز الحريات العامة، وشجع الإبداع في مختلف المجالات.
على الصعيد الديني، برز الحسن الثاني كأمير للمؤمنين، أعاد إحياء الدروس الحسنية التي تحولت إلى فضاء عالمي للحوار بين العلماء والمفكرين، وأشرف على بناء العديد من المساجد، من أبرزها مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء الذي يشكل اليوم معلمة دينية شامخة.
أما دولياً، فقد عُرف الملك الراحل بدوره البارز في الدفاع عن السلم والحوار كوسيلة لحل النزاعات، خصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث احتضن القمة العربية بالرباط سنة 1974، وكان من بين أبرز المدافعين عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. كما ساهم في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، التي تحولت لاحقاً إلى الاتحاد الإفريقي، وعمل على تعزيز التعاون بين دول المغرب العربي من خلال الاتحاد المغاربي.
ويستحضر المغاربة اليوم مناقب الحسن الثاني، في الوقت الذي يواصل فيه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مسيرة البناء والتحديث، من خلال مشاريع كبرى شملت مختلف جهات المملكة، وتثبيت مغربية الصحراء على الساحة الدولية، وجعلها قاطرة للتنمية الإقليمية والقارية.