يرسخ المعرض الدولي للفرس بالجديدة، دورة بعد أخرى، مكانته كأحد أبرز المواعيد في عالم الفروسية، حيث يجمع بين المنافسة الرياضية والعرض الفني، في أجواء تمزج بين الأصالة المغربية والتميز التقني العالمي.
ويشكل المعرض، الذي تختتم فعالياته غدا الأحد، فضاءً يحتفي بجمال الخيل ومهارة الفرسان، من خلال مسابقات وعروض تجسد القيم العريقة للفروسية، وتعكس في الوقت ذاته التطور الكبير الذي يعرفه هذا القطاع بالمغرب.
في هذا الإطار، أكد سعيد خويا، المدير التقني للجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة، أن الحصان يمثل رمزا للقوة والرشاقة والأداء العالي، قائلا: “الحصان حيوان بارع على المضمار، يجسد فعلا الروح التنافسية والقدرة على الإنجاز”.
وأضاف خويا أن الفروسية ليست مجرد رياضة، بل هي شراكة فريدة بين الإنسان والحصان، تترجم التفاعل بين الموهبة البشرية والقوة الحيوانية، مشيرا إلى أن الحصان الرياضي، سواء كان أصيلا أو في طور التكوين، يتميز بالطاقة والدقة وروح التحدي.
ويبرز المعرض الدولي للفرس هذه القيم من خلال برمجة متنوعة تشمل التبوريدة وقفز الحواجز والترويض وتربية الخيول، مما يمنح الحدث بعدا تقنيا وثقافيا في آن واحد، ويجعل منه منصة لتبادل الخبرات بين المهنيين والمهتمين.
ولا تقتصر فعاليات المعرض على الجانب الرياضي فقط، إذ تشكل “ليالي الفروسية” أحد أبرز محطاته الفنية، حيث تتحول الحلبة إلى فضاء للإبداع، يجمع بين الضوء والموسيقى والرقص، في عرض يحتفي بالحصان كرمز للجمال والإلهام الفني.
ويجسد الحصان، من خلال خطواته ونظراته، علاقة إنسانية خاصة، تعبر عن التواصل الصامت بين الإنسان والحيوان، حيث تختلط القوة بالعاطفة، والتقليد بالابتكار، في مشهد يختصر عمق الثقافة المغربية في هذا المجال.
وبذلك، يواصل معرض الفرس بالجديدة أداء دوره كمنصة وطنية ودولية لتثمين الهوية المغربية في الفروسية، وتكريس قيم النبل، والوفاء، والأناقة، مع إبراز مكانة الحصان كفاعل اقتصادي وثقافي وسفير للاستدامة.