اختُتمت، مساء الجمعة بمدينة مراكش، أشغال الملتقى الروحي الدولي الخامس لمولاي علي الشريف، بالتأكيد على المكانة المتميزة التي يحتلها التصوف السني المغربي كمرجعية راسخة للوسطية والاعتدال، وركيزة أساسية في نشر قيم التسامح والانفتاح والتعايش بين الشعوب.وشهد الحفل الختامي، الذي نظمته مؤسسة مولاي علي الشريف دفين مراكش، مشاركة نخبة من العلماء والمفكرين وشيوخ الزوايا من المغرب وعدة بلدان عربية وإفريقية، أجمعوا على أن التصوف المغربي يشكل امتداداً حياً للإرث النبوي وتجسيداً عملياً للقيم الروحية والأخلاقية التي تدعو إلى تزكية النفس وخدمة الإنسان.وأكد المشاركون أن النموذج الصوفي المغربي، القائم على الاعتدال والوسطية، بات اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورة في عالم يتزايد فيه العنف والنزاعات الفكرية والمذهبية، لما يقدمه من بدائل سلمية تعزز ثقافة الحوار والتفاهم وقبول الآخر.وفي تصريح لوسائل الإعلام، أبرز البروفيسور ياهوزا سليمان إمام، رئيس مجلس الدراسات العربية والإسلامية في نيجيريا، أن الملتقى كان مناسبة لتجديد التأكيد على الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في ترسيخ التصوف السني المعتدل، مشيراً إلى أن المملكة تُعد مرجعاً روحياً للعديد من الطرق والزوايا في العالم الإسلامي.وأضاف أن تمسك المغرب بالعترة النبوية الشريفة جعل منه نموذجاً متفرداً للتقارب الإنساني، قائماً على المحبة والإخاء ونبذ التعصب والكراهية، وهو ما أسهم في ترسيخ ثقافة السلم داخل المجتمع وخارجه.من جانبه، أوضح الدكتور حمد الله حافظ الصفدي، مدير مؤسسة الشيخ الحصري بالقاهرة، أن التصوف يمثل جوهر السلوك الإسلامي الصحيح، كونه يربط العمل الديني بالأخلاق والتزكية الروحية، مؤكداً أن الزوايا اليوم مدعوة للقيام بدور أكبر في تأطير الشباب وتحصينهم من الأفكار المتطرفة والانحرافات السلوكية.أما مولاي سلامة العلوي، رئيس مؤسسة مولاي علي الشريف، فأكد أن الملتقى أعاد تسليط الضوء على فرادة الهوية الروحية المغربية، المرتبطة بالعترة النبوية الشريفة، والمبنية على قيم المحبة والتسامح والعيش المشترك، مشدداً على أن المغرب، تحت قيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ظل وفياً لمسار يجمع بين الأصالة والانفتاح.واختُتمت فعاليات الملتقى بتكريم الفائزين في “جائزة مولاي علي الشريف للدراسات والأبحاث العلمية” في دورتها الثانية، تقديراً لمساهماتهم في مجالات التصوف المغربي والدراسات الروحية، كما تخلل الحفل الختامي وصلات من السماع والمديح النبوي عبّرت عن عمق الارتباط الروحي للمغاربة بسيرة النبي محمد ﷺ.يُذكر أن الملتقى، الذي استمر على مدى خمسة أيام، نظم بشراكة مع جامعة القاضي عياض ووزارة الشباب والثقافة والتواصل وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش-آسفي، وبتعاون مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير.وتوزعت أشغاله بين مراكش وابن جرير، من خلال ندوات فكرية وجلسات علمية ناقشت موضوع:”خصوصية الهوية الروحية والتصوف السني المغربي.. رباط أبدي بالعترة النبوية الشريفة وركن أساس في بناء المشترك الإنساني الكوني”.
السبت, أكتوبر 4, 2025
آخر المستجدات :
- مراكش تختتم فعاليات الملتقى الروحي الدولي الخامس لمولاي علي الشريف بالتأكيد على ريادة التصوف السني المغربي
- الخيول العربية-البربرية تزين رواق الأمن الوطني في معرض الفرس بالجديدة
- النيابة العامة بمراكش تنفي تسجيل أي حالة وفاة خلال أحداث سيدي يوسف بن علي
- المغرب يحتضن إقامة سينمائية إفريقية تحتفي بالمخرجات الشابات
- معرض الفرس بالجديدة.. إفريقيا تتألق بألوان التراث والفروسية
- منجية شقرون… رحلة بين الذاكرة والنور في رواق محمد الدريسي بطنجة
- معرض الفرس بالجديدة… احتفاء بالقوة والأناقة في عالم الفروسية
- فتح ترحب بموافقة حماس على خطة ترمب وتصفها بالخطوة الإيجابية نحو إنهاء الانقسام