بصمت جهات المملكة المغربية حضوراً لافتاً في الدورة السادسة عشرة لمعرض الفرس بالجديدة، من خلال إبراز غنى تراثها وتقاليدها العريقة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعالم الفروسية، الذي يمثل ركناً أصيلاً من الهوية الثقافية الوطنية.
وقد تميز جناح الجهات هذه السنة بمفهوم جديد ومبتكر، جمع بين العرض التقليدي للقطع الرمزية الخاصة بكل جهة، وإحداث فضاء تفاعلي متجدد تتولى تنشيطه، بشكل يومي، إحدى الجهات الأربع المختارة، وهي بني ملال–خنيفرة، وطنجة–تطوان–الحسيمة، ومراكش–آسفي، وسوس–ماسة. ويهدف هذا الفضاء إلى الترويج للجهات وتعريف الزوار بثراء موروثها الفروسي والثقافي.
وفي هذا السياق، أوضح رشيد أميلات، ممثل جهة مراكش–آسفي، أن الجناح يسلط الضوء على مهارة الحرفيين وخبرتهم في الصناعات المرتبطة بالفروسية، مضيفاً أن الجهة تشارك في المعرض بسربتين تقدمان عروضاً تعكس أصالة التراث المحلي في رعاية الخيول.
من جانبه، أكد محمد فاضل بريك الله، ممثل جهة الداخلة–وادي الذهب، أن الجهة تعرض أزياء فرسان الأقاليم الجنوبية، والسروج التقليدية، ومخطوطات قديمة توثق لعلاقة الإنسان بالخيل في الصحراء المغربية.
وتتجدد خلال هذه الدورة التجربة الناجحة للعام الماضي، عبر تقديم منتجات ترفيهية وأزياء تقليدية تعكس هوية كل جهة ومهارة حرفييها، في إطار سعي المعرض لتثمين الصناعات التقليدية المرتبطة بعالم الفروسية.
ويواصل معرض الفرس بالجديدة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ترسيخ مكانته كفضاء للتبادل الثقافي والحوار بين مختلف الفاعلين في عالم الفروسية، وكواجهة وطنية تسهم في إبراز خصوصيات الجهات ودعم جهودها في صون التراث الثقافي الغني للمملكة.
ويُذكر أن هذا الحدث، الذي تنظمه جمعية معرض الفرس، بات يحظى بصيت وطني ودولي متزايد بفضل برمجته المتنوعة، التي تجمع بين الأنشطة العلمية والثقافية والترفيهية، لتجعل من المعرض موعداً سنوياً يحتفي بجمال الخيل وعبق التراث المغربي الأصيل.