شهدت قاعة العرض بمدينة طنجة، مساء الخميس، تقديم الفيلم الطويل “شذرات” (Bribes) للمخرجين جنان فاتن محمدي وعبد الإله زيراط، ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في إطار الدورة الـ25 للمهرجان الوطني للفيلم.
يمتد هذا العمل السينمائي على مدى 93 دقيقة، ويغوص في ثلاث قصص متداخلة تتناول موضوع فقدان الذاكرة وجراح الماضي، مقدّماً معالجة إنسانية واقعية مليئة بالعاطفة والتأمل، تسلط الضوء على الصراع الداخلي للشخصيات في مواجهة النسيان والحنين.
الفيلم، الذي صُوّر بين مدينتي مكناس والرباط، يتتبع مصائر أبطاله الذين يواجهون فقدان الأحبة والمرض، ويكافحون لاستعادة ذكرياتهم الضائعة، في تجسيدٍ مؤثر لقدرة الإنسان على الصمود أمام قسوة الحياة.
وقالت المخرجة وكاتبة السيناريو جنان فاتن محمدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن العمل يروي قصة “غيثة”، مغنية الملحون المصابة بمرض الزهايمر، التي لا تتذكر سوى شذرات من ماضيها تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وتحاول جمع قطع ذاكرتها المتناثرة.
وتتوازى قصة “غيثة” مع حكاية “القائد”، الذي يعيش في الرباط ويعاني من صدمة نفسية عميقة جراء مشاركته في حرب الرمال، إذ لا يتذكر سوى أجزاء محدودة من حياته ويعتمد على ابنته لمساعدته في إعادة بناء ذاكرته.
أما المخرج عبد الإله زيراط، فأوضح أن الفيلم يعالج مواضيع الذاكرة الجماعية والموسيقى والحب والصداقة، مضيفاً أنه تم الاشتغال على كل مشهد وكأنه فيلم قصير قائم بذاته، من أجل تقديم تجربة بصرية متكاملة ومتماسكة.
وأكد زيراط أن العمل تم إنجازه بتنسيق دقيق بين الطاقم الفني والتقني، مشيداً بمواهب الممثلين الشباب من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الذين أسهموا في إنجاح التجربة.
ويرافق المشاهد، عبر هذه الدراما السينمائية، رحلة شخصيات تبحث عن شتات ذواتها ولمّ شمل الروابط العائلية واستعادة الذاكرة المفقودة.
ويتنافس فيلم “شذرات” إلى جانب مجموعة من الأعمال المغربية ضمن المسابقة الرسمية، من بينها “أفريكا بلانكا” لعز العرب العلوي، و*”أطومان”* لأنور المعتصم، و*”المرجا الزرقا”* لداوود أولاد السيد، و*”الوصايا”* لسناء عكرود، و*”حب في الداخلة”* لخالد براهيمي، وغيرها من الإنتاجات التي تعكس تنوع الإبداع السينمائي المغربي في دورته الخامسة والعشرين.












