كشف حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية أن بلاده بصدد تنفيذ خطة لاستبدال العملة الوطنية، في إطار توجه جديد نحو إصلاح النظام النقدي والمالي، موضحا أن العملية ستستغرق عدة أشهر وتشمل إصدار ست فئات جديدة من العملة لا تزال قيد الطباعة حاليا.
وأوضح الحصرية في تصريحات نقلتها صحيفة الشرق أن عملية طباعة العملة تمر بمراحل دقيقة ومعقدة، مشيرا إلى أن حذف الأصفار منها لا يؤثر على قيمتها الفعلية، وإنما يندرج ضمن إجراءات فنية وإدارية تسهم في تسهيل التعاملات وتحسين صورة العملة.
وأكد أن الهدف من هذا الإجراء لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يحمل أيضا أبعادا اجتماعية، مشددا على أن العملة الجديدة تمثل رمزا لما وصفه بالتحرر المالي الذي يعقب التحرر السياسي، في إشارة إلى طموحات البلاد للانتقال إلى مرحلة جديدة من الاستقرار الاقتصادي.
وأشار الحصرية إلى أن سعر صرف الليرة السورية مستقبلا سيُحدد وفقا لمعادلة العرض والطلب، مؤكدا التزام المصرف المركزي ووزارة المالية بضمان الانضباط المالي ومحاربة التضخم، في إطار سياسات تهدف إلى تعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني.
وأضاف أن السلطات تعمل على وضع الأسس اللازمة لتعويم سعر الصرف بشكل مدروس، مع اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع أي محاولات تلاعب، لافتا إلى أن العملة الجديدة ستكون خطوة أولى نحو تحديث السياسات النقدية في البلاد، على الرغم من عدم تحديد موعد رسمي لطرحها حتى الآن.
كما عبّر عن تطلع بلاده إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها ودمج الاقتصاد السوري مجددا في المنظومة الاقتصادية العالمية، بما يدعم جهود التعافي وإعادة البناء بعد سنوات من التحديات السياسية والاقتصادية.











