متابعة : خالد علواني
هل سيشكل لقاء سعدلي نقطة التحول في العلاقة بين مجلس الجهة وإقليم خنيفرة؟! سؤال يستمد مشروعيته من تعريفات مفهوم السياسة فإذا كانت السياسة هي تدبير العلاقات في أوسع تجلياتها أو “فن الممكن” كما عرفها كوربا تشوف صاحب فلسفة البروسترويكا أو الگلاص، فإن ترتيبات لقاء سعدلي كان ممكنا، وما كان ينقصه هي الإرادة، لكن حينما توفرت هذه الأخيرة عاينا أعداء الأمس السياسيين يجلسون حول طاولة مائدة واحدة. وهذا مؤشر على أن ما قبل 26 أكتوبر لن يكون كما بعدها. لكن اللافت في هذا التحول هو اختيار منطقة “سعدلي” القباب لإقليم خنيفرة لاحتضان حيثيات “الصلح السياسي”، بين مكونات الإقليم والجهة. لقد جمعت سعدلي بين وفاءين : الأول سياسي/ حزبي كان سيكلفها الكثير في مرحلة الحرب الكلامية والجدل السياسي، حيث ارتأت الإصطفاف إلى جانب رئيس الجهة مع الحفاظ على شعرة معاوية مع الإقليم، لكنها اليوم انتصرت للوفاء الجغرافي الذي حفظ ماء الوجه للجميع، فلا موقعوا “بيان إعلان الحرب” على رئيس الجهة تنقلوا إلى بني ملال، ولا رئيس الجهة تنقل إلى خنيفرة، بل حل ضيفا مرغوبا فيه، على حليفه الحزبي. ولقاء الصلح هذا ما كان ليتم لولا ديبلوماسية سيد بناية الطوابق الثلاث المحادية لساحة المسيرة الخضراء المعروفة في الأوساط الخنيفرية بالساحة آزلو. الذي أدرك أن مرحلة البناء تمر عبر تجاوز خلافات الأمس مع الجهة، والعمل على جسر الهوة ديبلوماسيا بين الجهة والإقليم للإفراج عن الرهائن المشاريع المعتقلة هناك. وإرحاء الصراعات السياسية إلى حين حلول زمنها الإنتخابي. إن الإقدام على هذه الخطوة ستديب الجليد الذي أهدر ثلاث سنوات من الزمن الخنيفري، وجرد الفرقاء السياسيين من أجوات التسويق السياسي للمشاريع التي كانت ستنجز بجماعاتهم. ويبجو الآن أن الفرصة أصبح سانحة لهذا الطموح السياسي المشروع . فهل ستلتقي مصلحة الإقليم مع المصلحة السياسية لمن يديرون شؤون جماعاته؟؟!! وهل يمكن اعتبار ما وقع بداية نهاية la carrière politique لبعض سياسيي المنطقة، وبداية بزوغ لاعبين سياسيين جدد، خاصة بعد رحيل من سير الإقليم بالطوق والحديد؟؟