أكدت سفيرة المغرب لدى الشيلي، كنزة الغالي، أن الرؤية الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تقوم على مبادئ التضامن الفاعل، وتعزيز السلم، والتعاون جنوب-جنوب، إضافة إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
وأوضحت الغالي، خلال محاضرة أكاديمية ألقتها بكلية الحقوق بجامعة سانتياغو، أن المغرب الذي ساند الشعوب الإفريقية في كفاحها من أجل الاستقلال، يواصل اليوم هذا النهج من خلال شراكات عادلة ومشاريع مهيكلة، تؤكد التزامه الراسخ باستقرار القارة وتقدمها.
وسلطت السفيرة الضوء على جهود المملكة في محاربة التطرف والإرهاب، خاصة عبر تكوين العلماء الأفارقة ضمن إطار مؤسساتي يكرس إسلاما منفتحا ومعتدلا يتلاءم مع الخصوصيات الإفريقية. كما أبرزت السياسة الإنسانية للهجرة التي تبناها المغرب، والتي أشادت بها الأمم المتحدة، من خلال تسوية أوضاع آلاف المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، إلى جانب الجهود المبذولة للتصدي للهجرة غير النظامية، حيث تم إحباط أزيد من 78 ألف محاولة سنة 2024.
وعلى صعيد التنمية الجهوية، أشارت الغالي إلى الدور المحوري للأقاليم الجنوبية في الاستراتيجية المغربية للاندماج الإفريقي، مبرزة أن مشروع ميناء الداخلة الأطلسي يعد ورشا مهيكلا يعزز ربط المغرب بغرب القارة. كما سجلت أن الاعتراف الدولي المتزايد بسيادة المغرب على صحرائه يعكس وجاهة الموقف المغربي، مشيدة في هذا السياق بدعم الشيلي لمخطط الحكم الذاتي كحل سياسي جاد وواقعي.
وفي الشق الدولي، أكدت الدبلوماسية المغربية التزام المملكة بالدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مبرزة أن المغرب كان البلد الوحيد الذي تمكن من إيصال مساعدات إنسانية عبر البر إلى غزة، في إطار حرص جلالة الملك، بصفته رئيس لجنة القدس، على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضافت الغالي أن العمق الإفريقي للمغرب يمثل خيارا استراتيجيا، مشددة على رغبة المملكة في توسيع شراكاتها الثقافية والاقتصادية مع بلدان أمريكا اللاتينية.
وتندرج هذه المحاضرة، المنظمة بشراكة مع المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات، ضمن المبادرات الدبلوماسية الثقافية الهادفة إلى إبراز صورة المغرب ودوره الريادي في تنمية القارة الإفريقية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقد حضر اللقاء عدد من الأكاديميين والمثقفين والطلبة وممثلي المؤسسات المحلية.












