يقام بمتحف الروافد دار الباشا بمراكش وإلى غاية 17 نونبر المقبل، معرض بعنوان “الحجاب والكشف” للفنانة أنجيل إيتوندي سامبا، والذي يشكل دعوة للقطع مع جميع الصور النمطية حول الحجاب.
ويشكل هذا المعرض، المنظم بشراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف في إطار الدورة الرابعة لملتقى مراكش للتصوير الفوتوغرافي (23 -26 أكتوبر)، دعوة إلى إعادة النظر في الأحكام المسبقة حول الحجاب، والتي تحصره في كونه رمزا للخضوع والانغلاق، والقمع والعنف.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الفنانة أنجيل وهي من أصل كاميروني تحتفي أعمالها الفنية بالمرأة التي تعتبر الموضوع الرئيسي الذي تشتغل عليه منذ 40 سنة، إنه “فضلا عن الجانب الجمالي، فإن هذا المعرض يدعو أيضا إلى تغيير نظرتنا للحجاب والقطع مع الأحكام المسبقة، وتحفيز التفكير في جميع أشكال الإقصاء في نظامنا الاجتماعي”.
وتستخدم أنجيل إيتوندي إيسامبا في هذا المعرض، المستوحى من رحلة قامت بها إلى زنجبار (تنزانيا)، التصوير الفوتوغرافي كوسيلة لإظهار صورة المرأة المحجبة بعيدا عن الصور النمطية.
وأوضحت في هذا الصدد، أن “الحجاب والكشف يعتبر دعوة لتغيير نظرتنا إلى كل أشكال الإقصاء وقبول الآخر في اختلافه”.
وتابعت “النساء اللواتي التقيت بهن خلال رحلاتي أبهرنني بطريقة ارتداء الحجاب بقدر كبير من الحرية والأناقة”.
وعبرت أنجيل التي تُقيم لأول مرة معرضا في المغرب، عن سعادتها الغامرة بتلقي الدعوة للمشاركة في الدورة الرابعة لملتقى مراكش للتصوير الفوتوغرافي الذي يعد حدثا ثقافيا يحتفل بفن التصوير الفوتوغرافي بكل تنوعه.
وأضافت “إنه لشرف أن أعرض أعمالي بمتحف الروافد دار الباشا، هذه الجوهرة المعمارية وأحد الفضاءات المتميزة بمدينة مراكش، التي تواصل إثراء المشهد الثقافي في المدينة الحمراء”.
وفي تصريح مماثل، أشارت سلمى نجيب، مندوبة المعرض، إلى أن الحجاب بالنسبة لهذه الفنانة يعد رمزا للجرأة والحرية لهؤلاء النساء الأفريقيات، مشيرة إلى أن هذا المعرض يمثل رسالة حقيقية للتسامح في عالم يحاط فيه ارتداء الحجاب بصور نمطية.
وقالت إنه من خلال هذا المعرض سيتمكن عشاق فن التصوير الفوتوغرافي من اكتشاف نساء افريقيات مستقلات وأحرار، لم يُفرض عليهن ارتداء الحجاب، مبرزة أن هذه الصور التقطت في مناظر طبيعية خلابة في إفريقيا، والتي تعكس التنوع والجمال الطبيعي للقارة.
يشار إلى أن أنجيل إيتوندي إيسامبا المزدادة في دوالا سنة 1962، وتعيش وتعمل في أمستردام، تسعى من خلال أعمالها الفوتوغرافية إلى إظهار النساء بعيدا عن الصور النمطية.
وتعكس الصور الفوتوغرافية للنساء الأفريقيات التي التقطتها في بلدان مختلفة وأماكن مختلفة، “فخرهن وقوتهن ووعيهن الذاتي”.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة الرابعة لملتقى مراكش للتصوير الفوتوغرافي، المنظمة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة والمجلس الجماعي لمراكش، خُصصت لفتح آفاق جديدة غنية بالاكتشافات والتبادلات والنقاشات وللتركيز بشكل خاص على الشباب والإبداع.
وجمعت هذه التظاهرة الفنية الدولية مصورين من مختلف أنحاء العالم مثل الصين، ضيف الشرف، ومن كندا وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا للاحتفال بفن التصوير الفوتوغرافي بكل أنواعه.
و.م.ع