تخوض الأسرة التعليمية يوم الأربعاء 16 أبريل إضرابًا وطنيًا، بناءً على البيان المشترك الخماسي للنقابات التعليمية، حدادًا على روح شهيدة الواجب المهني الأستاذة هاجر التي قتلت على يد تلميذها، وتضامنًا مع الأطر التربوية والإدارية ضحايا العنف. هذا الإضراب يعكس حجم القلق والغضب الذي يسود أوساط الأسرة التعليمية جراء استفحال ظاهرة العنف المدرسي.
السؤال الذي يطرح نفسه ،هو ما سبب استفحال ظاهرة العنف مؤخرًا بالمدارس، والتي غالبًا ما يكون ضحيتها أساتذة وأطر تربوية؟ هل هو انهيار القيم الأخلاقية، أو كما نسميها بلهجتنا “قلة التربية” لجيل صاعد لا يقدر قيمة من يعلمه وينير دربه؟ أم هو مشكل في المنظومة التعليمية ككل؟
يرى البعض أن انهيار القيم الأخلاقية هو أحد الأسباب الرئيسية لاستفحال العنف المدرسي. في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها المجتمع، يبدو أن القيم الأخلاقية التقليدية تتعرض لتحديات كبيرة، مما يؤدي إلى ظهور سلوكيات عنيفة لدى بعض التلاميذ.
من ناحية أخرى، يرى البعض أن المشكل يكمن في المنظومة التعليمية نفسها. قد تكون هناك مشاكل في طريقة تعامل المدرسة مع التلاميذ، أو في المناهج التعليمية التي لا تلبي احتياجات التلاميذ، أو في نقص الدعم النفسي والاجتماعي للتلاميذ. كل هذه العوامل يمكن أن تسهم في خلق بيئة مدرسية غير آمنة ومستقرة.
كما لا يمكن إغفال دور الأسرة والمجتمع في استفحال ظاهرة العنف المدرسي. الأسرة تلعب دورًا هامًا في تربية الأبناء وتعليمهم القيم الأخلاقية، بينما يمكن للمجتمع أن يسهم في خلق بيئة داعمة ومشجعة للتعليم. إذا لم تكن الأسرة والمجتمع على دراية بأهمية دورهم في هذا الصدد، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلة.
ولإيجاد حلول لهذه الظاهرة، يجب أن نتبنى نهجًا شاملاً يأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل التي تسهم في استفحال العنف المدرسي.