تشهد مدينة العيون هذه الأيام حركية استثنائية بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، حيث تعرف المكتبات والمحلات التجارية المتخصصة في بيع الأدوات المدرسية إقبالا مكثفا من قبل الأسر، التي تسعى إلى تجهيز أبنائها بكل المستلزمات الضرورية قبل انطلاق الموسم الدراسي.
ففي مشهد متكرر كل عام، تمتد الطوابير أمام المكتبات وداخلها، حيث ينشغل الآباء والأبناء بمراجعة قوائم الكتب واللوازم، ومقارنة الأسعار، والاطلاع على المستجدات التربوية. بين أكوام الدفاتر والحقائب والمقلمات، يتجدد الإحساس بأهمية هذه المناسبة التي تشكل محطة أساسية في مسار التلاميذ والأسر على حد سواء.
سعيد الكامل، أحد أولياء الأمور، أكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن اقتناء هذه المستلزمات يتجاوز كونه واجبا موسميا، ليُعتبر استثمارا في مستقبل الأبناء، مشيدا باستقرار أسعار الكتب، بل وانخفاض بعضها، وهو ما يعكس، حسب قوله، حسن تدبير السوق الوطني.
من جانبه، أوضح محمد سعيد بدوي، صاحب مكتبة وسط المدينة، أن وفرة العرض واستقرار الأسعار يعودان بالأساس إلى الإنتاج الوطني للدفاتر والحقائب، مشيرا إلى أن الاستعدادات لهذه المرحلة بدأت منذ شهر يونيو عبر طلبات مسبقة لتفادي أي نقص في المعروض. كما دعا الأسر إلى تزويد المكتبات بقوائم المستلزمات بشكل مبكر لتفادي الازدحام.
وفي إطار تسهيل العملية، اعتمدت بعض المكتبات نظاما معلوماتيا يمكنها من الاطلاع المباشر على قوائم المستلزمات الخاصة بالمؤسسات التعليمية، وهو إجراء لقي ترحيبا واسعا. كما قامت المكتبات بتمديد أوقات عملها وتعزيز طاقمها البشري لمواجهة الضغط المتزايد.
ويؤكد مهنيون أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر للأسر أسهم بشكل ملموس في تخفيف الأعباء المالية وتحفيز الحركة التجارية المرتبطة بالدخول المدرسي. أحمد مويسي، صاحب مكتبة بشارع اسكيكيمة، أشار إلى أن هذه الفترة تمثل ذروة النشاط التجاري بالنسبة للمكتبات، حيث يتم خلالها تحقيق الجزء الأكبر من المبيعات السنوية.
ولا يقف الدخول المدرسي بالعيون عند حدود البيع والشراء، بل يمثل مناسبة للتعبئة الجماعية يشارك فيها الآباء والأساتذة والسلطات المحلية وأصحاب المكتبات، بهدف تهيئة أفضل الظروف لانطلاقة دراسية ناجحة، تعكس الأهمية التي توليها المدينة لهذا الموعد السنوي.