بصم المغرب على حضور متميز في الدورة الـ52 لمعرض الجمعية البرازيلية لوكالات الأسفار (أباف إكسبو)، أكبر تظاهرة سياحية في أمريكا اللاتينية، التي افتتحت فعالياتها أمس الأربعاء بمدينة ريو دي جانيرو بمشاركة أزيد من ألفي عارض يمثلون مختلف قطاعات السياحة والسفر.
وشكل الجناح المغربي، الذي أقامه المكتب الوطني المغربي للسياحة على مساحة تقارب 100 متر مربع، نقطة جذب رئيسية للزوار بفضل تصميمه المستوحى من العمارة المغربية الأصيلة وما يعكسه من تنوع وغنى ثقافي وحضاري، يجمع بين جمالية المدن العتيقة وروعة الطبيعة المغربية وتقاليد الصناعة التقليدية والطبخ المغربي.
وتأتي المشاركة المغربية في إطار الاستراتيجية الوطنية لتعزيز إشعاع الوجهة المغربية دولياً، وجذب مزيد من الشركاء والمستثمرين، مع استهداف السوق البرازيلية التي تعرف اهتماماً متزايداً بالمغرب كوجهة سياحية. ويتوقع أن يستقطب المعرض خلال أيامه الثلاثة نحو 42 ألف زائر من مختلف دول القارة.
الأرقام تعكس هذا الاهتمام المتنامي؛ فقد استقبل المغرب أكثر من 33.600 سائح برازيلي بين يناير وغشت 2025، مقابل حوالي 24.600 خلال الفترة نفسها من 2024، بارتفاع قدره 37 في المائة، مدفوعاً أساساً باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين الدار البيضاء وساو باولو، ما ساهم في تعزيز التبادل السياحي والاقتصادي بين البلدين.
وفي هذا السياق، أكدت آنا كارولينا ميديروس، رئيسة الجمعية البرازيلية لوكالات الأسفار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب “أصبح شريكاً استراتيجياً للسياحة البرازيلية”، مبرزة أن إعادة إطلاق الخط الجوي المباشر الذي تشغله الخطوط الملكية المغربية بشراكة مع هيئة إمبراتور، المتخصصة في الترويج الدولي للسياحة، يندرج ضمن برنامج لتوسيع الربط الجوي للبرازيل مع مختلف القارات. وأضافت أن المغرب يرسخ موقعه كـ”جسر استراتيجي بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية”، في إطار دينامية تعاون ثقافي واقتصادي متنامية.
ويأتي هذا الحدث في وقت تعرف فيه البرازيل قفزة غير مسبوقة في قطاع السياحة، إذ تجاوز عدد الزوار الأجانب فيها سبعة ملايين خلال شهر شتنبر، بزيادة بلغت 45 في المائة مقارنة مع السنة الماضية.
ويمثل معرض “أباف إكسبو” فضاءً محورياً للأعمال، إذ تضم نسخته الحالية أكثر من 2000 علامة تجارية، فيما تشكل وكالات الأسفار المشاركة ما يقارب نصف الفاعلين السياحيين في السوق البرازيلية، وتتحكم في أزيد من 60 في المائة من المبيعات. ويُنتظر أن يتيح المعرض للمغرب فرصاً مهمة لتوسيع شراكاته من خلال “نادي المشترين” الذي يجمع مائة فاعل وطني ودولي في مجالات السياحة الفاخرة وسياحة الأعمال.
ويشارك في المعرض ثمانية عارضين مغاربة، من ضمنهم الخطوط الملكية المغربية وسلسلة من الفنادق والمقاولات السياحية. وقال عثمان بابا، ممثل الشركة الوطنية في البرازيل، إن المشاركة “تمثل فرصة لتعزيز الشراكات وعرض منتجاتنا الجوية والسياحية على المهنيين البرازيليين”، مشيراً إلى أن الشركة ستطلق رحلة أسبوعية رابعة بين الدار البيضاء وساو باولو ابتداء من 2 دجنبر المقبل، على متن طائرة بوينغ 787-900 الحديثة، استجابة للطلب المتزايد على هذا الخط.
من جهتها، أكدت أليساندرا فارغاس، مديرة المبيعات بشركة “باي تورز-دي إم سي المغرب”، أن الحضور المغربي في ريو دي جانيرو “يتيح فرصة لتعزيز مكانة المغرب في سوق أمريكا اللاتينية، لاسيما البرازيل التي تُعد من الأسواق الواعدة بفضل اهتمام مسافريها بالتجارب الثقافية الأصيلة والخدمات الراقية”.
وأضافت أن الشركة تعمل على تصميم عروض سياحية مخصصة تجمع بين الثقافة والمغامرة وفن الطبخ والرفاهية، بهدف الترويج للمغرب كوجهة سياحية متميزة طوال العام، تجمع بين التاريخ والتنوع وكرم الضيافة.
وتُقام نسخة 2025 من معرض “أباف إكسبو” تحت شعار “الابتكار والاستدامة”، حيث تمتد على مساحة أكبر بـ20 في المائة من السنة الماضية، وتشهد تنظيم أكثر من 60 ندوة موضوعاتية حول قضايا السياحة المستدامة، والمناخ، والابتكار، وفن الطبخ، وذلك قبل أسابيع من انعقاد مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 30) بمدينة بيليم البرازيلية.
ولأول مرة، يخصص المعرض فضاءً خاصاً بـ السياحة الفاخرة، وهو قطاع يشهد نمواً متسارعاً بأمريكا اللاتينية، يتوقع أن يبلغ 7 في المائة خلال سنة 2025، ما يمنح المغرب فرصة إضافية لتأكيد موقعه كوجهة راقية ومتنوعة في السوق العالمية.












