انطلقت يوم الاثنين بمراكش أشغال المؤتمر العالمي التاسع عشر للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، مسلطة الضوء على مساهمة إفريقيا في تطوير هذا التخصص الطبي الحيوي وأنظمة إعادة التأهيل على مستوى القارة والعالم.
وينظم هذا الحدث الطبي والعلمي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويستمر حتى 7 نونبر الجاري، ويهدف إلى إبراز إنجازات وابتكارات القارة الإفريقية في مجال الطب الفيزيائي، بما يعزز الدور الحيوي لإفريقيا في الصحة العالمية.
ويقام المؤتمر بتنظيم الجمعية المغربية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل الوظيفي، بشراكة مع الجمعية الدولية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، وتحت إشراف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تحت شعار: “حلول عالمية في إعادة التأهيل: إعادة اكتشاف إفريقيا قبل سنة 2030”. ويؤكد الحدث على الدور الهام الذي يلعبه المغرب والقارة الإفريقية في رسم مستقبل طب إعادة التأهيل على الصعيد العالمي.
وفي كلمة خلال افتتاح المؤتمر، أكد رئيس الجمعية الدولية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، جيرارد فرانسيسكو، على الأهمية المتزايدة للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل ضمن منظومات الصحة الحديثة، خصوصاً في ظل تزايد الأمراض المزمنة والإصابات وشيخوخة السكان. وأوضح أن هذا التخصص يعد دعامة أساسية لتعزيز الاستقلالية وجودة حياة المرضى، مع التأكيد على أن الجمعية تسعى لتعزيز التعاون العلمي ونشر أفضل الممارسات عالميًا، ولا سيما في إفريقيا حيث تظل الاحتياجات كبيرة.
من جانبها، شددت رئيسة المؤتمر، سامية كركوري، على أن استضافة المغرب لهذا الحدث العالمي يُعد إنجازاً كبيراً، باعتباره أول بلد إفريقي وعربي يحتضن المؤتمر، مشيرة إلى أن الحدث يجمع حوالي 1500 مشارك من أكثر من 80 دولة، ويعكس الاعتراف بالمكانة التي يحتلها الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل ضمن منظومة الصحة الوطنية. وأضافت أن المؤتمر يمثل فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز التكوين والدفع بالتعاون جنوب-جنوب في مجال إعادة التأهيل.
وأكد رئيس الجمعية المغربية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل الوظيفي، عبد اللطيف فاطيمي، أن المؤتمر يسلط الضوء على آخر التطورات العلمية في التشخيص والعلاج وإعادة التأهيل، مشيراً إلى أن المغرب يضم أكثر من مليوني شخص في وضعية إعاقة وفق آخر إحصاء لسنة 2015، ما يبرز أهمية التشخيص المبكر والمتابعة الطبية وإعادة الإدماج المهني. وأوضح أن المؤتمر يسعى لتعزيز البحث وتطوير سياسات إعادة التأهيل بهدف تحقيق إدماج اجتماعي أفضل.
ويتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر أكثر من 200 جلسة علمية وورش عمل متخصصة، وندوات تفاعلية بإشراف خبراء دوليين، إضافة إلى جلسات خاصة تنظمها منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لتسليط الضوء على الأولويات العالمية في الولوج، والإنصاف، وحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
ويغطي المؤتمر مجموعة من المحاور المهمة، منها: “الرياضة والنشاط البدني في إعادة التأهيل”، و”الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية”، و”السياسات العمومية والأنظمة المندمجة لإعادة التأهيل”، و”إعادة تأهيل الأطفال وكبار السن والمصابين بإعاقات متعددة”، إضافة إلى “الابتكارات المستدامة والميسرة في الدول محدودة الموارد”.












