بمناسبة اليوم العالمي للمرأة القروية، أبرز مكتب تنمية التعاون (ODCO) الدينامية المتصاعدة لريادة الأعمال الجماعية النسائية، حيث سجلت مشاركة النساء في القطاع التعاوني ارتفاعًا بنسبة 6 بالمائة خلال سنة 2025، ما يعكس تحولاً نوعيًا في مسار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمملكة.
وأوضح البلاغ أن المرأة أصبحت اليوم فاعلًا اقتصاديًا أساسيًا، إذ تضم 7891 تعاونية نسائية أكثر من 73 ألف منخرطة، نصفهن تقريبًا في الوسط القروي، فيما يبلغ مجموع الفاعلات في الحركة التعاونية الوطنية 267 ألفًا و953 امرأة، 61 بالمائة منهن من المناطق القروية. وأكد المكتب أن هذا التحول يجعل المرأة القروية تقود وتبتكر وتخلق فرص عمل داخل مجتمعها، بعيدًا عن الدور التقليدي في حفظ التقاليد.
وقالت المديرة العامة للمكتب، عائشة الرفاعي: “التمكين الاقتصادي للمرأة القروية ليس مجرد رهان اجتماعي، بل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة. عبر تعزيز مهاراتها وتسهيل وصولها إلى الأسواق والتمويل، نبني نموذجًا تعاونياً أكثر شمولاً وقادرًا على تحقيق تحول مستدام في المناطق القروية”.
وأشار البلاغ إلى أن هذا التوجه يتماشى مع الرؤية الوطنية للتمكين الاقتصادي للمرأة، ويضع النموذج التعاوني كأداة لإحداث فرص شغل جديدة، وتقليص الفوارق المجالية، وتعزيز الازدهار المشترك. ويعتمد تطور التعاونيات النسائية على إرث التضامن القروي الذي ساهم في بناء رأس المال الاجتماعي القائم على الثقة والتعاون.
ويعمل المكتب على تشجيع التوسع في أنشطة التعاونيات النسائية لتتجاوز الأنشطة التقليدية كالخياطة والتطريز وتربية المواشي، لتشمل قطاعات مبتكرة مثل التحويل الغذائي، السياحة الإيكولوجية والقروية، الطاقات المتجددة، الاقتصاد الدائري، والفلاحة البيولوجية. كما يدعم إدماج النساء اقتصاديًا عبر شراكات مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الوزارات، الجامعات والجماعات الترابية.
ولتعزيز هذا التحول، نظم المكتب ثلاثة عشر لقاءً جهوياً بين 29 شتنبر و17 أكتوبر 2025 في مختلف جهات المملكة، شاركت فيها 573 شخصًا، منهم 489 سيدة، معظمهم من الشابات المتخرجات من مراكز التكوين القروية، ما يعكس انطلاقة جيل جديد من الفاعلات التعاونيات.
وأكد المكتب أن دعم التعاونيات النسائية يتجاوز كونه فعلًا تضامنيًا، ليصبح خيارًا اقتصاديًا يعزز القيمة المضافة، يحافظ على مناصب الشغل المحلية، ويقوي التماسك الاجتماعي.












