تعد السباحة في المناطق غير المحروسة من القضايا الخطيرة التي تواجه العديد من الجهات على مستوى التراب الوطني خاصة بمدن الشمال، نظرا لتواجد المسطحات المائية بشكل كبير : الشواطئ المعزولة غير المحروسة، الأنهار، البحيرات، السدود والمسابح الطبيعية…
تزايد الحوادث الغرق والوفيات الناتجة عن السباحة في هذه المناطق يعكس أهمية معالجة هذه المشكلة من جوانب متعددة. في هذا المقال، سنسلط الضوء على الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة، المخاطر المترتبة عليها، والإجراءات الممكنة للحد منها.أسباب السباحة في المناطق غير المحروسة كالتالي :
قلة الوعي: العديد من الأشخاص، خاصة الأطفال والشباب، ليس لديهم وعي كافٍ حول المخاطر التي تحيط بالسباحة في المناطق غير المحروسة. يفتقرون إلى المعلومات الضرورية حول التيارات القوية، التغيرات المفاجئة في عمق المياه، والكائنات البحرية الخطرة.
عدم وجود بدائل: في بعض المناطق، قد لا تتوافر شواطئ أو مسابح عامة محروسة ومجهزة، مما يدفع الناس إلى اللجوء إلى السباحة في المناطق العشوائية.
الرغبة في الخصوصية: قد يفضل البعض السباحة في مناطق نائية لتجنب الازدحام أو للحصول على قدر من الخصوصية، دون إدراك للمخاطر المحتملة.
الثقة الزائدة: يميل البعض إلى المبالغة في تقدير قدراتهم في السباحة، مما يجعلهم يتجاهلون المخاطر المحتملة في المياه المفتوحة وغير المحروسة.
المخاطر المترتبة على السباحة في المناطق غير المحروسةالغرق:
يعد الغرق الخطر الأكبر، خاصة في الأماكن التي تفتقر إلى تواجد منقذين محترفين يمكنهم التدخل السريع في حالات الطوارئ.
الإصابات: يمكن أن يتعرض السباحون لإصابات ناتجة عن الاصطدام بالصخور أو الشعاب المرجانية، أو نتيجة للقفز في مياه ضحلة دون التأكد من عمقها.
التيارات القوية: قد تكون التيارات البحرية أو النهرية قوية بما يكفي لسحب السباحين بعيداً عن الشاطئ، مما يجعل العودة صعبة أو مستحيلة دون مساعدة.
الحياة البرية الخطرة: قد تتواجد في هذه المناطق كائنات بحرية خطرة مثل قناديل البحر السامة، أو حتى الحيوانات البرية التي قد تشكل تهديداً للإنسان.
الإجراءات الممكنة للحد من المشكلة:
التوعية والتعليم: يجب إطلاق حملات توعوية لتعريف الناس بمخاطر السباحة في المناطق غير المحروسة وطرق السباحة الآمنة.
يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج المدرسية لنشر هذه الرسائل.
تطوير البنية التحتية: الاستثمار في إنشاء شواطئ ومسابح عامة محروسة ومجهزة بكافة وسائل الأمان والمراقبة يمكن أن يوفر بديلاً آمناً.
تشديد الرقابة: يجب على السلطات المحلية فرض قوانين صارمة تمنع السباحة في المناطق الخطرة، وتطبيق غرامات على المخالفين للحد من هذه الظاهرة.
تعزيز قدرات الإنقاذ: توفير دورات تدريبية في الإسعافات الأولية والإنقاذ يمكن أن يساعد في زيادة عدد الأفراد القادرين على التدخل في حالات الطوارئ.
التعاون المجتمعي: تشجيع المجتمعات المحلية على المشاركة في مراقبة الشواطئ والمسطحات المائية وتقديم بلاغات في حالة رصد سلوكيات خطرة.
في النهاية, تعد السباحة نشاطاً ترفيهياً وصحياً مهماً، ولكن يجب ممارستها بحذر ووعي كافٍ لضمان السلامة الشخصية والجماعية. من خلال الجهود المشتركة بين الأفراد، المجتمعات، والسلطات يمكن الحد من مخاطر السباحة في المناطق غير المحروسة وجعلها أكثر أماناً للجميع.