احتضن مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اليوم الاثنين بالرباط، اللقاء الرابع من سلسلة “حوارات المستقبل”، التي ينظمها مركز الإيسيسكو للاستشراف الاستراتيجي، لطرح ومناقشة تصورات مفكرين وعلماء دوليين مرموقين حول مستقبل العالم الإسلامي.
وانعقد هذا اللقاء من هذه السلسلة، التي تروم تسليط الضوء على أهمية استشراف المستقبل وتعزيز ثقافة التخطيط طويل الأمد، بمحاضرة قدمها المفكر وعالم المستقبليات البريطاني من أصل باكستاني، ضياء الدين سرادار، وذلك بحضور عدد من الباحثين والمتخصصين في المجال.
وفي هذا الصدد، تناول المحاضر مفهوم “الأزمنة ما بعد العادية” التي ربطها بالتحولات العميقة التي يشهدها العالم، مركزا على التحديات التي تواجه البشرية من أجل التكيف مع هذه التغيرات.
واعتبر أن “هذه التغيرات تعود إلى انهيار النماذج التقليدية ومحاولة الأفراد بناء نماذح أخرى جديدة، ما يجعل التأثير حاصلا على نظرتنا للمستقبل”، لافتا إلى أن “التقاء التغيرات السريعة الواسعة النطاق، والمهمة، والمتزامنة، يؤدي إلى خلق حالة من عدم اليقين في عصرنا”.
وسجل أن العالم يمر حاليا بفترة انتقالية تنهار فيها أنظمة التفكير والعمل، في وقت لا تزال فيه أنظمة جديدة في طور النشأة، وهذا ما يجعل المقاربات التقليدية لحل الإشكالات واتخاذ القرارات “غير ملائمة” لمواجهة التحديات المعاصرة.
وفي سياق متصل، دعا عالم المستقبليات إلى ضرورة دمج استشراف المستقبل في أنظمة التعليم بدول العالم الإسلامي، من أجل الحصول على “نظرة مستقبلية ذات أمد بعيد، تمكننا من تعزيز وعينا الجماعي بالتغيرات العالمية السريعة”.
وشدد على أهمية اتباع نهج متوازن تجاه توظيف التكنولوجيا، دون إغفال الجوانب الأخلاقية المتعلقة بها، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بالدراسات المستقبلية وتعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الأجيال القادمة وتضمينها في المناهج الدراسية.
ومن جانبه، أبرز نائب المدير العام لمنظمة العالم الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة، عبد الاله بنعرفة، أن هذه المحاضرة تندرج ضمن سلسلة لقاءات تنظمها المنظمة بهدف استكشاف دور الدراسات المستقبلية في ظل سياق عالمي يتسم بتحديات كبرى، مشيرا إلى أن هذه السلسلة جمعت في دوراتها السابقة مفكرين ومثقفين بارزين أسهموا في مناقشة أهم الموضوعات المستقبلية في إطار يتجاوز اختلاف الثقافات لتعزيز ثقافة الاستشراف في العالم الإسلامي.
وأكد أن عقد هذه السلسلة يأتي من باب التزام المنظمة من أجل بناء “مسارات ملهمة وأكثر حداثة في أزمنة غير اعتيادية”، تولي أهمية كبيرة للموروث الثقافي والحضاري من أجل المساهمة في استشراف المستقبل والتخطيط له بشكل يجعل الجهود الإنسانية تتضافر نحو الأهداف ذاتها.
و.م.ع